دبي اف ب
أفرزت التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، معادلات جديدة في القارة الصفراء أبرزها غياب المنتخبات العربية فيها عن النهائيات للمرة الأولى منذ عام 1982، فضلاً عن دخول قوي لمنتخب أستراليا لنيل أحد مقاعدها.
فللمرة الأولى منذ مونديال إسبانيا، ستغيب شمس الكرة العربية في القارة الآسيوية عن نهائيات كأس العالم، بعد أن فشل منتخب البحرين في الحفاظ على الوجود العربي فيها بخسارته في الملحق الأخير.
وبدأت حكاية المنتخبات العربية مع نهائيات العرس العالمي في مونديال إسبانيا 1982 حين شق منتخب الكويت طريقه إلى النهائيات بوجود جيل ذهبي من اللاعبين أبرزهم جاسم يعقوب وفيصل الدخيل وسعد الحوطي.
وحمل منتخب العراق الراية العربية في المونديال الشهير في مكسيكو 1986 بقيادة عدد من اللاعبين البارزين أيضا منهم أحمد راضي وحسين سعيد الذي يتولي رئاسة الاتحاد العراقي حالياً، قبل أن تفرض نجومية الإماراتي عدنان الطلياني نفسها فقاد منتخب بلاده الى مونديال إيطاليا عام 1990.
وبدأت في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 حكاية جديدة لعرب آسيا مع نهائيات كأس العالم، ففي ذلك الحين كان "الأخضر" السعودي يفرض ذاته واحدا من أفضل المنتخبات الآسيوية، وكان من الطبيعي أن يطرق باب المونديال، ليس هذا فقط بل أنه حقق انجازا بتأهله إلى الدور الثاني.
وما يزال الهدف الاستعراضي للنجم سعيد العويران في مرمى بلجيكا ماثلا في الأذهان، اذ يشبه كثيراً الهدف الذي سجله الأسطورة الارجنتينية مارادونا في مرمى إنكلترا عام 1986 حين تخطى أكثر من لاعب واودع الكرة في المرمى.
واذا كان طعم التأهل إلى الدور الثاني عام 1994 الإنجاز السعودي الوحيد في النهائيات، فإن "الأخضر" احتفظ لنفسه بانجاز آخر باحتكاره الوجود العربي فيها، في فرنسا 1998 وكوريا الجنوبية واليابان 2002 وألمانيا 2006، وكان من أبرز المرشحين ايضا للتأهل الخامس على التوالي.
وخيبت المنتخبات العربية الآمال في التصفيات الحالية المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا، حتى انها فشلت في انتزاع أي من المركزين الأولين في الدور النهائي من التصفيات، وذهبت بطاقات التأهل الأربع المباشرة إلى استراليا واليابان والكوريتين الجنوبية والشمالية.
وكان انضمام أستراليا إلى كنف الاتحاد الآسيوي آواخر عام 2006 وخوضها غمار تصفيات كأس العالم هذه المرة في القارة الآسيوية عاملاً ضاغطا على المنتخبات الاخرى المشاركة فيها ومنها العربية، لأن منتخبها الذي يضم عدداً لا بأس به من المحترفين في الأندية الأوروبية ولا سيما في انكلترا حجز بطاقته من دون عناء كبير تاركا للمنتخبات الاخرى التنافس على ثلاث بطاقات.
يذكر ان أستراليا شاركت في مونديال 2006 بعد خوضها التصفيات في قارة اوقيانيا ثم تخطت الملحق مع منتخب الآوروغواي خامس أمريكا الجنوبية.
وبما أن وجود منتخبي اليابان وكوريا الجنوبية بات مشهدا طبيعيا قياسا بمستواهما الفني وبانتشار لاعبيهما في الأندية الأوروبية، فان المفاجأة كانت بانتزاع منتخب كوريا الشمالية البطاقة الرابعة الى النهائيات على حساب نظيره السعودي الذي اعتاد التأهل مباشرة.
ولم يفقد عرب آسيا فرصتهم نهائيا وتمسكوا بأمل وجود ممثل لهم في جنوب إفريقيا، ففي الملحق الآسيوي، نجحت البحرين في انتزاع تعادل 2-2 في الثواني الأخيرة من السعودية في الرياض إيابا، بعد ان كانت مباراة الذهاب انتهت سلبية، ضاربة موعدا مع نيوزيلندا في ملحق آسيا-اوقيانيا.
وكانت الآمال منصبة على المنتخب البحريني في تجربته الثانية على التوالي في الملحق الأخير، ففي تصفيات مونديال المانيا 2006، اجتاز اوزبكستان في ملحق آسيا وقابل في حينها ترينيداد وتوباغو في ملحق آسيا-الكونكاكاف، عاد من بورت اوف سبين بتعادل سلبي، وسقط في المنامة بهدف قضى على آماله.
وعكس اكتساب منتخب البحرين الخبرة في الأعوام الماضية أجواء مريحة بإمكان تأهله إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخه، لكن مهاجميه فشلوا في هز شباك نيوزيلندا ذهابا في المنامة، لتكون مواجهة الإياب السبت الماضي الفرصة الأخيرة لـ"الأحمر".
ونجح النيوزيلنديون بالتسجيل في ويلينغتون عبر متابعة رأسية أثر ركلة ركنية، لكنهم لم يمتلكوا الكثير من العناصر الفنية التي تمنحهم التفوق على ضيوفهم، وشاءت الأقدار أن يحصل منتخب البحرين على فرصة تاريخية لتقرير مصيره فحصل على ركلة جزاء بعد مرور ست دقائق على انطلاق الشوط الثاني لكن سيد محمد عدنان سدد كرة سهلة على يمين الحارس مارك باستون مباشرة الذي لم يجد صعوبة تذكر في التقاطها.
وكان الشعور البحريني بالمرارة هذه المرة أليما جداً، إلى حد دفع بأحد المسؤولين السابقين في اتحاد كرة القدم إلى القول "كان منتخب البحرين عاجزا عن التفوق على منتخب ضعيف من الناحية الفنية لا يملك لاعبوه الحنكة الكروية ولا الخبرات التي يملكها لاعبو البحرين، فهو شبيه بفريق إنكليزي يلعب في منتصف الخمسينات من القرن الماضي"، مضيفاً "للاسف لم نستفد من تجربتنا السابقة أمام ترينيداد وتوباغو وكررنا الأخطاء نفسها والسيناريو نفسه".
غياب عرب آسيا عن المونديال سيقلص الحصة العربية الإجمالية في جنوب إفريقيا، وما زاد الطين بلة انتزاع نيجيريا بطاقة التأهل من تونس، لينحصر الوجود العربي باحد المنتخبين المصري او الجزائري اللذين يلتقيان الاربعاء القادم في مباراة فاصلة في السودان. وبذلك سيكون الوجود العربي هو الأضعف في المونديال منذ نحو 3 عاماً